شهدت عشرات المدن الإسبانية تحركات شعبية واسعة النطاق تضامناً مع الشعب الفلسطيني، احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية على غزة خلال العامين الماضيين، وشملت هذه التحركات مظاهرات حاشدة وإضرابًا عامًا شارك فيه آلاف العمال والطلبة، وسط تسجيل قوات الأمن لبعض الاعتقالات واندلاع أعمال شغب محدودة في بعض المناطق.
إضرابات جزئية وعامة في مختلف المدن
أشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن النقابات الكبرى في إسبانيا، مثل اللجان العمالية والاتحاد العام للعمال، دعت إلى تنفيذ إضرابات جزئية في ثلاث فترات زمنية خلال اليوم، فيما طالبت الكونفدرالية العامة للعمل بإضراب عام كامل.
وأكدت النقابات على ضرورة إنهاء ما وصفته بـ “العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل”، متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
وأوضح ميجيل فادريكي، الأمين العام لنقابة اللجان العمالية، أن هناك دعوات لقطع العلاقات نهائيًا مع دولة إسرائيل وتقليص الاستثمارات في قطاع الأسلحة.
برشلونة: المظاهرات وقطع الطرق
في برشلونة، أحد أبرز المراكز لهذه التحركات، قام المتظاهرون بقطع عدة طرق رئيسية من بينها روندا ليتورال، مما أدى إلى حدوث اختناقات مرورية كبيرة.
واندلعت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن بالقرب من القنصلية الإسرائيلية، حيث ألقى المتظاهرون الحجارة وحاولوا إزالة الحواجز الأمنية.
كما شهدت المدينة اشتباكات محدودة عند محطة قطارات سانتس، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المتظاهرين.
وقدرت السلطات عدد المشاركين في المسيرة الرئيسية بحوالي 15,000 شخص، بينما أشارت الجهات المنظمة إلى أن العدد وصل إلى نحو 50,000 مشارك.
وأعلنت الشرطة الكتالونية عن اعتقال 15 شخصًا في برشلونة بسبب الإخلال بالنظام العام، إلى جانب تسجيل أضرار في ممتلكات عامة وحرائق لمستوعبات النفايات، في حين تم اعتقال 5 متظاهرين آخرين في فالنسيا خلال احتجاجات مماثلة.
مظاهرات واسعة في إقليم الباسك
في مدن إقليم الباسك الثلاث، خرجت مظاهرات كبيرة رافعة شعارات مثل: “إسرائيل دولة إبادة” و”من أجل بلاد باسك مناهضة للصهيونية”.
وشارك أكثر من 40% من أساتذة التعليم العام في الإضراب وفق بيانات رسمية، فيما أعلن اتحاد LAB أن النسبة بلغت 60%.
كما شهدت المنطقة إشعال نيران في حاويات بمحيط جامعة إقليم الباسك في ليويا، وتوقف حركة القطارات مؤقتًا، ما يعكس حجم التحرك الشعبي والغضب الجماهيري.
مدريد: مسيرتان رئيسيتان ودعم دبلوماسي
في العاصمة مدريد، نظم آلاف المتظاهرين مسيرتين رئيسيتين؛ الأولى في الصباح تحت شعار “أوقفوا كل شيء لإيقاف الإبادة”، والثانية مساءً انطلقت من محطة أتوشا إلى ساحة كالاو.
وشارك في الاحتجاجات زعماء النقابات الكبرى إلى جانب السفير الفلسطيني في إسبانيا، حسني عبد الواحد، لتعزيز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية.
الأندلس ومدن أخرى: استمرار التحركات
في إقليم الأندلس، توقفت قناة كانال سور العامة عن البث عند العاشرة صباحًا التزامًا بإضراب موظفيها.
كما امتدت التحركات إلى مدن أخرى مثل إشبيلية، سرقسطة، لا كورونيا، مورسيا، وجيخون، حيث نظمت احتجاجات حملت شعارات مثل: “من أجل فلسطين، سلام مع العدالة والكرامة”.
وتعكس هذه المظاهرات والإضرابات حجم التضامن الشعبي في إسبانيا مع الشعب الفلسطيني، واستمرار الضغط على السلطات لإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.














