في مشهد يوجع القلب ويختصر مأساة الحرب، شهد مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة اليوم مراسم إعادة أداء صلاة الجنازة على 54 شهيدًا مجهولي الهوية، سقطوا خلال الحرب الأخيرة، ولم يتمكن ذووهم من التعرف عليهم حتى الآن بسبب شدة الإصابات التي لحقت بهم أو فقدان ملامحهم جراء القصف العنيف.
وداع مؤلم لشهداء مجهولين
وسط حضور عدد من الأهالي والمسعفين والعاملين في المجال الإنساني، تمت صلاة الجنازة في أجواء خاشعة يسودها الصمت والدموع، بينما لفّ الحزن وجوه المشاركين الذين أدّوا الصلاة على الشهداء المجهولين، في مشهد يتكرر كثيرًا منذ اندلاع الحرب الأخيرة التي أودت بحياة الآلاف.
ارتفاع متواصل في حصيلة الشهداء
وبحسب آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 68,216 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 170,361 مصابًا منذ السابع من أكتوبر لعام 2023، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الحرب التي ما تزال تلقي بظلالها الثقيلة على القطاع المحاصر.
بعد وقف إطلاق النار.. أرقام جديدة تكشف استمرار المأساة
وأوضحت الوزارة في بيانها أن منذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، قُتل 80 شخصًا وأُصيب 303 آخرون نتيجة عمليات القصف والاشتباكات المتفرقة، كما تم انتشال 426 جثة من بين الركام والمناطق المدمرة، ما يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
مأساة إنسانية بلا نهاية
تأتي هذه الجنازات لتذكّر العالم بأن مأساة غزة لم تتوقف رغم الهدنة، وأن آلاف العائلات ما زالت تبحث عن ذويها بين الأنقاض أو تنتظر خبرًا عن أحبائها المفقودين، بينما يستمر القطاع في دفع ثمن حربٍ لم تترك بيتًا إلا وطرقت بابه بالحزن والفقد.














