خيّم الحزن على محافظة الإسماعيلية اليوم، حيث شيّع المئات من الأهالي جثمان الطفل محمد أحمد محمد مصطفى، الذي راح ضحية جريمة بشعة ارتكبها صديقه المقرب، بعد أن أقدم على قتله وتقطيع جثته إلى أشلاء وإلقائها في أماكن متفرقة بمنطقة كارفور بالإسماعيلية.
مشهد الجنازة كان مؤلمًا ومهيبًا، امتزجت فيه دموع الأمهات بصدمة الأصدقاء والأقارب، في وداع موجع لطفل لم يتجاوز مرحلة الطفولة.
تشييع الجثمان من مسجد “المطافي”
أدى المئات من المواطنين صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر في مسجد المطافي الشهير بمدينة الإسماعيلية، وسط تواجد مكثف من الأهالي الذين حرصوا على المشاركة في توديع الطفل، تعبيرًا عن حزنهم وغضبهم من بشاعة الجريمة التي هزّت وجدان المحافظة بأكملها.
وبعد انتهاء الصلاة، تم نقل الجثمان إلى مثواه الأخير في مقابر كساب بمركز ومدينة أبو صوير، حيث ترددت الدعوات الصادقة بأن يتغمد الله الطفل برحمته وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.
تفاصيل مأساوية لجريمة تهز القلوب
وكانت الأجهزة الأمنية قد كشفت في وقت سابق تفاصيل الجريمة المروعة، حيث تبين أن القاتل صديق الضحية، وأنه استدرجه قبل أن يقدم على قتله بوحشية ثم فصل جسده إلى أجزاء، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها الإسماعيلية في السنوات الأخيرة.
وأوضحت التحقيقات أن دوافع الجريمة ما زالت قيد البحث، فيما واصلت النيابة العامة التحقيق مع الجاني لمعرفة تفاصيل ارتكاب الواقعة والسبب الحقيقي وراءها.
غضب عارم ومطالب بالقصاص
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة عقب تداول تفاصيل الجريمة، حيث عبّر آلاف المواطنين عن حزنهم العميق ومطالبتهم بالقصاص العادل من الجاني، مؤكدين أن ما حدث يمثل جرس إنذار خطير حول انتشار العنف بين فئات الشباب والمراهقين.
كما طالب الأهالي بضرورة تكثيف التوعية المجتمعية وتعزيز القيم الأخلاقية داخل المدارس والأحياء، حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم المفجعة.
رحيل موجع لطفل براءة لم تكتمل
رحل الطفل محمد تاركًا وراءه قصة ألم لن تُنسى في قلوب أهله وجيرانه وأصدقاء مدرسته، لتبقى جريمته شاهدًا على قسوة النفوس حين تغيب الرحمة، وليتحول اسمه إلى رمز يذكّر الجميع بضرورة مواجهة العنف بكل صوره، حفاظًا على براءة الطفولة وأمان المجتمع.















