شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، صباح اليوم الأحد، فعاليات الندوة التثقيفية الثانية والأربعين للقوات المسلحة، التي أُقيمت بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
جاءت الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات الوطنية التي تنظمها القوات المسلحة لتخليد بطولات أبناء الوطن وتعزيز روح الانتماء لدى الأجيال الجديدة.
تأكيد على الصمود رغم التحديات الاقتصادية
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته بالتأكيد على أن الدولة المصرية تواجه تحديات كبيرة، إلا أن هناك رغبة جادة في تجاوز الأوضاع الصعبة، مشيرًا إلى أن ما تمر به البلاد هو “حرب من نوع مختلف”، هدفها تغيير الواقع الاقتصادي وتحسين معيشة المواطنين.
وقال الرئيس السيسي: “قد تكون الظروف صعبة، لكن الدولة لديها إصرار على تجاوزها، فالتحدي كبير جدًا، وعلينا أن نجتهد لأننا نستطيع بكم وبتحملكم أن نعبر هذه المرحلة، ونجعل اقتصادنا يليق بنا وبأولادنا وأحفادنا القادمين إن شاء الله.”
الحروب ليست فقط بالسلاح
وأكد الرئيس أن الحروب لم تعد قاصرة على ميادين القتال، بل أصبحت شاملة تشمل المعرفة والاقتصاد والعلم والوعي والإرادة، موضحًا أن المعركة التي تخوضها مصر اليوم هي معركة بناء ووعي قبل أن تكون صراعًا بالسلاح.
وأضاف الرئيس أن مصر خاضت حروبًا كثيرة وصمدت أمام تحديات جسيمة، وأن الانتصار الحقيقي يكمن في استمرار الصبر والإرادة وعدم فقدان الأمل.
عن الحرب على الإرهاب وتداعيات الأزمات
تطرق الرئيس السيسي إلى كلفة الحرب على الإرهاب، موضحًا أن القوات المسلحة تحملت عبئًا ماليًا ضخمًا بلغ 100 مليار جنيه، مؤكدًا أن تلك الحرب كانت ضرورية لحماية الدولة واستعادة الأمن والاستقرار.
وأشار أيضًا إلى أن الفترة منذ عام 2011 وما بعدها شهدت تأثيرات اقتصادية جسيمة بلغت 450 مليار جنيه، لكن مصر استطاعت تجاوزها بفضل وعي شعبها وصلابته.
موقف مصر من حرب غزة
وفي حديثه عن الأوضاع الإقليمية، قال الرئيس إن ما يحدث في غزة مؤلم للجميع، مضيفًا: “هل كان المطلوب أن تدخل مصر حربًا وتضيع مستقبل 120 مليون شخص؟”
وأكد أن موقف مصر ثابت في دعم الأشقاء الفلسطينيين سياسيًا وإنسانيًا دون التورط في صراعات تهدد أمن واستقرار البلاد.
الثقة في وعي الشعب المصري
وشدد الرئيس السيسي على أنه دائمًا ما يراهن على وعي المواطنين المصريين، مؤكدًا أن هذا الوعي كان ولا يزال السند الحقيقي للدولة في مواجهة الأزمات.
وقال: “مرت علينا ظروف صعبة جدًا، لكنني كنت واثقًا أن الشعب المصري لديه من الصبر والإيمان ما يجعله يتحمل ويتجاوز.”
التفاؤل بالمستقبل
واختتم الرئيس كلمته برسالة أمل قائلاً: “اليوم من الأيام الجميلة، وأنا متفائل جدًا بحالنا الآن وبما هو قادم.”
وأكد أن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل، مستندة إلى وعي شعبها وإرادة قيادتها، لتواصل مسيرة البناء والتنمية كما عبرت من قبل أصعب المعارك في تاريخها.














